أهم الإنجازات العلمية لعلماء الإسلام القدامى

منذ ظهوره قبل أكثر من 1400 سنة، بين الإسلام أهمية الموازنة بين العمل للدار الآخرة، مع عدم إغفال المرء لنصيبه من الدنيا ، والسعي لإعمار الأرض التي استخلف الله الناس عليها.
ومن هذا المنطلق برع المسلمون في مجالات العلوم المختلفة، وكانت انجاراتهم العلمية هي الأساس التي بنت عليها أوروبا نهضتها الحديثة.
هنا نستعرض على شكل نقاط بعض الإنجازات العلمية للعلماء المسلمون والعرب في مجالات الفلك، و الجغرافيا ، والرياضة، وعلم النباتات، والكيمياء ، بالإضافة الى علم البصريات، بما أنه لايسعنا حصرجميع إنجازات العلماء المسلمين، والمجالات العديدة التي برعوا بها في مقالة واحدة:
الفلك:
عبد الرحمن الصوفي: بنى مرصدا للسلطان البويهي عضد الدولة رصد فيه النجوم واكتشف نجوما ثابتة لم يلحظها بصر اليونان من قبل ورسم خريطة للسماء بدقة كبيرة حدد فيهامواقع النجوم الثابتة وأحجامها ومقدار إشعاع كل منها.
ابن يونس:صنع للحاكم بأمر الله الفاطمي (الزيج الحاكمي) ضم فيه جميع الخسوفاتوالكسوفات وجميع قرانات الكواكب التي رصدها القدماء والمحدثون ثم درسهاوقارن بينها وصحح ميل دائرة البروج وزاوية اختلاف المنظر للشمس ومبادرةالاعتدالين، كما ابتدع قوانين ومعادلات لها قيمة كبرى في اكتشافات اللوغاريتمات.ابتدع رقاص الساعة (البندول) وسبق فيه غاليلو.

ابن حزم: قال بكروية الأرض واستدل على ذلك بقوله تعالى: يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَىالنَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ، وفي كتابه (الفصل في الملل والأهواء والنحل) حارب الأوهام، ورد الأحداث إلى أسبابها الطبيعية ورفض مزاعم من يقول: إن الفلك والنجوم تعقل وتسمع وترى وأن لها تأثيرا في أعمالنا. وخالف الأقوال التي كانت تزعم أن النيل وجيحون ودجلة والفرات تنبع من الجنة، وتهكم على قائليها، فهذه الأنهار لها منابع معروفة في الأرض.انتقض على التوسل بالأنبياء ومذاهب الصوفية والتنجيم.

ابن رشد الحفيد: أول من رأى كلف الشمس وكتب فيه وقد عرفه بواسطة الحساب الفلكي وقت عبورعطارد على قرص الشمس فرصده وشاهد بقعة سوداء على قرصها في الوقت الذيعينه بالحساب. كما صنع الحسن المراكشي الساعات الشمسية (المزاول)، صنع أجهزة الرصد وطريقة الحمل بها ورصد بها 240 نجما. بالإضافة الى صنع جداول العرض والطول لمائة وخمسة وثلاثين موضعا جغرافيا.
الجغرافيا
ياقوت الحموي: في كتابه (معجم البلدان) تكلم في مقدمته عن علم الجغرافيا ثم على صورةالأرض وأنها كرة في وسط الفلك ثم على المصطلحات الجغرافية وقياس المسافات والألفاظ اللغوية والفقهية المتعلقة بالزكاة والجباية، ثم أتى بمعارف تاريخية عامة تتعلق بديار الإسلام وبغيرها من الديار ثم أسماء البلدان بالترتيب الهجائي وعرف بها تعريفا وافيا.ويعتبر كتابه أوسع الكتب الجغرافية.
الشريف الإدريسي: في كتابه (نزهة المشتاق) الذي أهداه إلى (روجيه الثاني النورماندي) ملكصقلية وعرف بكتاب روجيه، تكلم الشريف الإدريسي عن أقاليم العالم كلها وخاصة أوروبا، وقد وضع الخرائط الدقيقة التي توضح جانبا من مواقع الأماكن الواردة في الكتاب والذي يمتاز بدقته في حساب الأطوال والعروض للبلاد المختلفة بعد تقسيمه الأرض إلى سبعة أقاليم ثم تقسيمه هذه الأقاليم إلى عشرة أقسام متساوية من الغرب إلى الشرق، فصار مجموعها سبعين قسما، ووضع لكل قسم خريطة خاصة زيادة على الخريطة الجامعة.
الرياضة
أبو بكر الخوارزمي: وضع أسس علم الجبر والمقابلة ، كما شرح نظام الأعداد والأرقام الهندية مع الصفر. و وضع قاعدة حسابية ما زالت تحمل اسمه في أوروبا (الخوارزمية) أو (اللوغاريتما) بالإضافة الى وضع زيجا (جداول فلكية) جمع فيه بين مذاهب الهند ومذاهب الفرس ومذهب بطليموس اليوناني وجعله على السنين الفارسية.

أبو الوفاء البوزجاني: زاد على بحوث الخوارزمي في الجبر زيادات تعتبر أساسا لعلاقة الهندسة بالجبر. وقد مهدت لعلماء أوروبا التقدم بالهندسة التحليلية التي قادت إلى التكاملوالتفاضل وعليه قامت أكثر الاختراعات والاكتشافات العلمية.
عمر الخيام: طور علم الجبر وأوصله إلى قمة عالية من الازدهار، فقد استطاع حلالمعادلات من الدرجة الثالثة والرابعة بواسطة قطع المخروط.وهذا أرقى ما وصل إليه الغرب في الجبر بل من أرقى ما وصل إليه علماءالرياضة في حل المعادلات في الوقت الحاضر.

علم النبات


أبو حنيفة الدينوري: في كتابه (النبات) وضع وصايا لإرشاد الزراع وفيه عدد من أسماء النباتات بأسمائها الآرامية أو اليونانية أو الفارسية ويشرحها شرحا لغويا وعلميا. ومع أن المقصود من هذا الكتاب هو الجانب اللغوي فإن الأطباء والعشابين قد اعتمدوه.
ابن الصوري: في كتابه (الأدوية المفردة) جمع غريب النبات والحشائش بتحري مواضعهاورسمها مع ألوانها وأوراقها وأتى على ذكر الكثير منها.
ابن العوام :في مؤلفه (كتاب الفلاحة) بحث في أمراض النبات والماشية.وفي كتابه (تربية الكرمة) بحث في زراعتها، و تعتبر كتبه أهم كتب صنفت في الزراعة في القرون الوسطى.
ابن البيطار: يعتبر أعظم عالم نباتي وصيدلي في القرون الوسطى، ف في كتابه الجامع لمفردات الأدوية وصف لألف وأربعمائة نوع من أنواع النبات والأغذية والعقاقير، وقد حلل تركيبها الكيميائي وخصائصها العلاجية والغذائية.

كما اسهم المسلمون في علوم اخرى كعلم البصريات، والكيمياء وفي مجال الطيران ايضا. ففي البصريات برع الحسن ابن الهيثم، ففي كتابه (المناظر) بحث في موضوعات انكسار الضوء وتشريح العين وكيفية تكوين الصور على شبكة العين ووضع لأقسامها أسماء أخذها عنه الطب الغربي. وجعل علم البصريات علما مستقلا له اسمه وقوانينه. كما اهتم بالآلات البصرية وحسب درجة الانعكاس في المرايا المستديرة والمرايا المحرفة وتوصل إلى معرفة قانون تأثير العاكسات الضوئية ثم حقق في تأثير الفضاء على الأشعة وتكبير الأحجام بواسطة الزجاجة المكبرة(Loupe) .
وفي في مجال الطيران، فقد حاول ابن فرناس الطيران بكسوة جسمه بالحرير وألصق عليه ريشا ومد لنفسه جناحين متحركين ولم يجعل لنفسه ذنبا، فلما ألقى بنفسه من شاهق سقط ومات شهيد العلم.
أما مجال الكيمياء، فبرز جابر بن حيان، الذي استخرج حامض الكبريت وسماه زيت الزاج، كما اكتشف الصودا الكاوية واستحضر ماء الذهب والفضة بخلطهما بحامض الكبريت وحامض النتريك، استحضر كربونات البوتاسيوم والصوديوم ويودور الزيبق والأنتموان وسواهما. بالإضافة الى دراسة مركبات الزئبق ووضع أبحاث في التكلس وفي إرجاع المعدن إلى أصله بالأوكسجين.
هؤلاء هم أشهر علماء المسلمين بعلوم الأوائل، وقد أضافوا عليها وزادوافيها ودونوها باللغة العربية فعرفت بعلوم العرب.
وحين كانوا عاكفين على دراسة ما نقلوه من تراث اليونان ، كانت أوروباغارقة في ظلمات الجهل وقد بسطت الكنيسة عليها سلطانها. وكانت ترى في علوماليونان كفرا وإلحادا فمن أخذ بها أصدرت بحقه حرمانا من الكنيسة وقد تحكمبأن يحرق حيا بالنار.
فالأرض عندها مسطحة والشمس هي التي تدور حولها وهي مركز الكون ، وقد قضتبحرمان (غاليلو) (ت:1642م) وطرده من الكنيسة لأنه قال بكروية الأرضومنعته من التدريس. والمرض عند الكنيسة ينشأ من ارتكاب الخطايا، وهو من صنع الله وما صنعه الله لا يشفيه الإنسان وإنما يشفى بوسائل الغفران التي تقررها الكنيسةوهي الاعتراف بالخطايا أمام الكاهن ، وبه تطهر الأجسام وتبرأ. فالجذام (البرص) في نظر الكنيسة عقاب من الله أنزله فيمن غضب عليه، فكان المصابون به يبعدون في أماكن نائية، أو يلقى بهم في السجون كمجرمين، ومثلهم المجانين، فكانوا يضربون ضربا مبرحا لإخراج الشياطين من أجسامهم.

وفي مستهل القرن الثالث عشر للميلاد) السابع الهجري) بدأ إنشاء الجامعات في أوروبا. ففي عام 1211م أنشئت جامعة باريس، وفي عام 1215م أنشئت جامعة أوكسفورد، وفي عام 1221م أنشئت جامعة مونبيلية بفرنسا وفي عام 1228م أنشئت جامعة (سلمنكا) بإسبانيا، وفي عام 1230م أنشئت بمساعي الملك فردريك الثاني جامعة في (بلرمو) و (بادوفا) وفي عام 1232م أنشئت جامعة كمبريدج، وتوالى بعد ذلك إنشاء الجامعات. ومن هذه الجامعات انبثق عصر النهضة في أوروبا ، والتي ورثت علم العرب المطبوع بالثقافة الهيلينية، واعتبرته مرجعا أساسيا لها ، (إن لم يكن المرجع الأوحد) آنذاك. لبناء نهضتها العلمية.

0 Responses

إرسال تعليق

  • حكمة اليوم

  • مدونتي :عود على بدء

    أيماناً بأهمية أن يكـون لدى الفـرد ثقافة موسوعية، وأن يكـون لديـه -على الأقل- أدراك معرفي مبدئـي لمجالات متنوعة، بالإضافة الى أننا نـعيـش فـي عصــر تعــتبر التبادل الآنـي للمعلـومـات والمـعرفة أبـرز سماته بلا جدال.

    وفقاً للمعطيات السابقة، نقدم من خــلال هـــذه المــدونـة محــاولـة بســيطة لإثــراء القــاريء العربــي معرفياً، عن طريق تـقديم مقــالات فـي أربــع مجــالات مـهمـة هــي العلم و الطب والسـياسـة والأدب






    المتابعون

تعريب وتطوير حسن