رواد الطب المسلمين الأوائل
يحفل تاريخ الطب باسهامات الأطباء المسلمون الأوائل الذين زرعوا بذور النهضة الطبية الحديثة ، في وقت كانت أوروبا تتخبط في ظلمات الجهل وتعاني تزمتا فكريا على جميع المستويات. هنا نقدم نبذة سريعة لبعض لأشهر الأطباء المسلمون، مع التطرق لأبرز إنجازاتهم الطبية، ولمؤلفاتهم في مجال الطب.
الرازي: أبو علم الطب
محمد بن زكريا أبو بكر الرازي . عالم موسوعي برز في علوم الطب والكيمياء والصيدلة والنبات والطبيعة والرياضيات والفلسفة والمنطق. وقد صنف الرازي في هذه العلوم كلها، كما كان أدبيا وناظما للشعر.
ويعد الرازي في رأي مؤرخ العلوم "جورج سارتون" أبا للطب في الحضارة الإسلامية ولد الرازي بمدينة الري بإيران وعاش الرازي زمنا من حياته بمدينة الري يطلب العلم في مجالسها العلمية ومساجدها , ثم رحل الي مدينة بغداد عاصمة العلم والثقافة في زمانها، ثم عاد إلى مدينة الري تلبية لطلب أميرها "منصور بن اسحق". وفي الري تولي الرازى إدارة بيمارستان مدينة الري (أي مستشفى) وظل الرازي يدير أمور هذا البيمارستان إلى إن استدعاه إليه الخليفة المعتضد بالله العباسي وأسند إليه أمور البيمارستان العضدي . وصار الرازي شيخا للأطباء في زمانه. وقد أتقن علم الجراحة نظريا لكنه لم يمارس الجراحة عمليا.
إنجازاته الطبية:
وللرازي في الطب أبدا عات عديدة: كان حريصا في علاجه لمرضاه علي مساءلة المريض عن مرضه, ولا يمل هذه المساءلة وكان يسجل مساءلاته لمرضاه في أوراق خاصة بكل مريض كما يفعل أطباء عصرنا هذا ويدون بهذه الأوراق ملاحظاته الخاصة علي أمراض هؤلاء المرضي، كذلك كان الرازي يهتم بمعرفة سوابق مرض المريض البعيدة والقريبة ويسعي لمعرفة سوابق هذا المرض الوراثية في أسلاف هذا المريض.
وكان الرازي حريصا علي تبويب كل حاله مرضية علي حدة واثبات ما يراه من فروق بين الحالات المرضية المتشابهة الأعراض وذلك ما يعرف ألان بأسم التشخيص التفرقي أو المقارن ومثال تفريقه بين الحصبة والجدري وأعراض كل منهما الجلدية كذلك كان الرازى يلزم نفسه باستخدام ما يسمى حديثا بالتشخيص بالعلاج ويظهر ذلك في كتابه الطبي عن القولنج، وكان الرازى يرى أن صناعة الطب مثل الفلسفة لا تحتمل التسليم للروساء في الطب ولا بالقبول منهم بكل ما قالوه, وترك الاستقصاء المتجدد اكتفاء بما قالوه. ويعتبر الرازى هو أول من استخدم القردة لتشريحها، ومعرفة تركيب جسم كائن هو اقرب المخلوقات تشريحيا لجسم الإنسان، وهو أول من استخدام القردة الحية لأجراء تجاربه الدوائية عليها، لمعرفة تأثير بعض الأدوية في أجسامها قبل تجريب هذا التأثير علي الإنسان.

و الرازى، كطبيب معالج، كان يتتبع تأثير اختباره الدواء الذي يعطيه لبعض مرضاه في علة ما، ويحجبه عن بعضهم الآخر في العلة ذاتها، ثم ينكب علي دراسة نتائج هذا الاختيار، ليعرف مدي فاعلية الدواء، وأثره في المرض والمرضي، تماما كما تفعل اليوم المؤسسات العلمية الدوائية. ولقد كان الرازي من أوائل الأطباء في العالم الذين درسوا واهتموا بالعدوة الوراثية وبالأمراض التناسلية ، وبأمراض النساء، والأطفال، وبأمراض الأسنان والأنف والأذن والحنجرة والعين، كما كان من العلماء المسلمين الذين يقولون بأن العين إنما تبصر الأشياء بالأشعة الصادرة من هذه الأشياء.
واهتم الرازي بدراسة الأحوال النفسية لمرضاة، وأثر هذه الأحوال علي المرضي، وعلي تطور أمراضهم، حيث كان يوصي تلامذته من الأطباء بأن يوهموا مرضاهم أبدا بالصحة ويرجونهم بها، حتى لو كانوا غير واثقين من شفائهم، فمزاج الجسم تابع الأحوال النفس من أمل أو يأس، وقد برع الرازي، كطبيب جراح ، في وصف بعض العمليات الجراحية ، وكيفية إجرائها لمن يمارسونها، لكنه لم يمارس الجراحة بيده، فقد كانت الجراحة حتى ذلك الحين من عمل الحجامين . وإلى الرازي وحده، ينسب الفضل في ابتكار وضع الفتيلة المعقمة في الجروح، وتغييرها من يوم إلى يوم مع الضماد، :ما أنه هو أول من لاحظ تأثر حدقة العين بالضوء، وقد شرح كيفية هذا التأثر، والسبب في أن النواظر تضيق في النور، وتتسع في الظلمة، في كنابه الطبي الهام الحاوي في الطب.

ابن النفيس: مكتشف الدورة الدموية
اسمه علي ابن الحزم أبو الحسن علاء الدين القرشي نسبة إلى قرية قرش، بالقرب من دمشق. ويلقب أيضا بالدمشقي لنشأته بدمشق، وبالمصري لاقامته معظم عمره بمصر. وقد اشتهر بلقب ابن النفيس لنفاسة عقله وعمله ، وابن النفيس عالم موسوعي فهو طبيب عام وطبيب كحال وعالم بالمنطق والفقه والحديث وبعلم الأصول وباللغة العربية نحوها وصرفها. ولد ابن النفيس بقرية قرش بسورية و توفي بمدينة القاهرة عن عمر بلغ 78 عاما. وقد نشأ ابن النفيس بدمشق واخذ علوم الطب علي أيدي أطبائها وبخاصة علي يد كبير الأطباء مهذب الدين والدخوار صاحب مدرسة الدخوارية الطبية بدمشق ثم رحل ابن النفيس إلى مصر واستوطن بها في مدينة القاهرة وأصبح عميد البيمارستان أو المستشفى الناصري الذي أنشأه السلطان قلاوون عام 580 الهجري .كما صار طبيبا خاصا للسلطان ببيرس البندقدارى ملك مصر والشام ، طوال السنوات الاثنتين والعشرين الأخيرة من عمر الظاهر ببيرس وفي القاهرة حظي ابن النفيس كطبيب عالم علامة باحترام الأطباء والحكام والأمراء. إنجازاته الطبية:
ولابن النفيس في الطب منجزات وإبداعات سبق بها علماء عصر النهضة الأوروبية بثلاث مائة عام، فهو أول من اكتشف الدورة الدموية الصغرى أو دوران الدم الرئوي ، قبل العالم الطبيب وليم هارفي وقد سجل ابن النفيس اكتشافه هذا في كتابه :" شرح تشريح القانون لابن سينا" وكان ابن سينا قد ذكر في كتابه القانون أن القلب به بطينان وأن أحدهما مملؤ بالدم وهو البطين الأيمن وان الآخر مملؤ بالروح وهو البطين الأيسر ، وأنه لا منفذ بين هذين البطينين البتة , وعارض ابن النفيس هذا الرأي السينوى ، حين أثبت بالتشريح أن الدم يذهب من البطين الأيمن ، عبر الوريد الشرياني إلى الرئة لينقي بها ويلطف جرمه ثم يعود من الرئة إلى البطين الأيسر وقد لطف جرمه وخالطة الهواء.
وأخذ بنظريته الطبيب الإيطالي رينالدو كولومبيو الذي جاء بعده بمائتي عام ، حين قال إن القلب يتغذى من الدم المنبت منه ، بواسطة العروق المنتشرة في جرمه ، وقد سبقهما بهذه النظرية ابن ربن الطبري. وابن النفيس هو أول من طالب مرضاه بضرورة الاعتدال في تناول الملح وقدم أدق الأوصاف لأخطار الملح ، واثره علي ارتفاع الضغط. وقد أبدع ابن النفيس في تشريح الحنجرة وجهاز التنفس ، والشرايين وبين وظائفها.
مؤلفاته:
ولابن النفيس في الطب " شرح تشريح القانون " ولهذا الكتاب عناوين مختلفة وفيه شرح غاية في الدقة ، للدورة الدموية الصغرى ، اى الدورة الدموية الرئوية وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللاتينية الطبيب الإيطالي " الباجو" لاول مرة في مدينة البندقية عام(954هـ/ 1547م) وهي الترجمة التي رجع إليها الطبيب الإنجليزي " وليم هارفي " الذي يعزى إليه اكتشاف الدورة الدموية الكبرى وقد رجع إليها من قبله الطبيب البلجيكي : " فيزال".
وله شرح مفردات "القانون". و :"الرمد" و:"شرح طبيعة الإنسان" و: "كتاب الشافعي" و: "المهذب في الكحل". أو "المهذب في طب العيون" أو "حكمة العين" و"بغية الفطن في علم البدن" و"تفسير العلل وأسباب المرض" و :"رسالة في أعضاء التناسل" و"رسالة في أوجاع البطن" و"المختار في الأغذية" و "كتاب النبات في الأدوية المفردة".
الطبري: رائد الطب النفسي
علي بن سهل بن ربن الطبري عالم طب وطبيعة ونبات وفيلسوف حكيم، ولقب بالمعلم العظيم، ولد ابن ربن الطبري بمدينة طبرستان أو بمدينة مرو وكان يهوديا وأسلم علي يد الخليفة المعتصم بالله العباسي كما كان نديما للخليفة المتوكل العباسي.
إنجازاته الطبية:
ويعد ابن ربن الطبري أول من بحث في الطب النفسي والأمراض النفسية قبل سواه من العلماء المسلمين والغربيين، وهو أول من وضع كتابا طبيا شاملا للموضوعات الطبية من تكوين الجنين إلى وصف النباتات والسموم، وأول منتدب عن تشكل الفطريات في الجلد.مؤلفاته:
ولابن ربن الطبري كتاب هام في الطب والفلك معا بعنوان "فردوس الحكمة" وهو في موضوعات طبية وفلكية وتحدث فيه عن الأنواء وعن أدوات العطور والزينة وتشكل الفطريات علي سطح الجلد وافات الجلد الأخرى من برص وبهق وسواها. وله "في الأدوية والأغذية" و "حفظ الصحة" و "في السمن والهزال والقوي الجنسية".
وله أيضاًً كتاب في الفكر السياسي يعد ثاني الكتب العربية التي ألفت في هذا الموضوع بعد كتاب: "رسالة الصحابة" لابن المقفع وهو كتاب "الدين والدولة" ويبحث في تاريخ المعتقدات السياسية والفلسفية من العصور القديمة حتى عصره.
ابن زهر: رائد علم الأورام
عبد الملك بن زهر بن عبد الملك بن مروان بن زهر الأيادي أبو مروان الأشبيلى عالم طب وطبيب معالج ولد بمدينة أشبيلية ونشأ في أسرة أنجبت أطباء نابهين وظهرت فيها طبيبتان ماهرتان في تطبيب النساء هما : أم عمرو ابنه عبد الملك وابنتها وفي اشبيلية درس ابن زهر علوم الدين واللغة والحديث واخذ الطب عن أبيه ولم يمارس طوال حياته غيره من العلوم ، وكان حسن المعالجة والتشخيص وماهرا في معرفة الأدوية المفردة والمركبة وفوائدهما وقد ربطت بينه ربين ابن رشد صداقة قوية . وقد قام ابن زهر برحلة في شبابه ، فزار القيروان ومصر طلبا لمزيد من المعرفة بالطب والعلاج ، واستقر في أشبيلية بقية عمره.
إنجازاته الطبية:
ولابن زهر في الطب إبداعات عديدة، من بينها اعتماده الملاحظة السريرية والتجربة والاختبار، كما توصل إلى دراسات وتشخيصات سريريه لاول مرة لمرض السرطان والأورام الخبيثة. وهو أول من أشار بالوصف الدقيق إلى الورم الذي يحدث في الصدر وفي الغشاء الذي يقسم الصدر بالطول ، ويسمى حديثا بالتهاب المنصف وله أيضا ملاحظات سريريه في السل والشلل البلعومى.
وقد قال بتغذية من يعجز عن البلع بإدخال الطعام بالحقن الشرجية عن طريق المستقيم أو في شق المري أو ما يسمى بالطريقة القسرية أو الاصطناعية بالتغذية أو عن طريق المسام في الجسد وفضل أن تكون التغذية عن طريق الشرج، وقد عالج ابن زهر الخثر وهو جرب العين عند العرب والرمد الحبيبي حديثا وكان يعرف عند اليونان باسم :التراكوما ، بواسطة الجراحة ، بشق شريان الخثر. ومارس ابن الزهر تشخيص الأذن وعالج التهاباتها، وهو أول من وصف خراج الحيزوم بدقة، وهو أول من وصف التهاب غشاء القلب الرطب والناشف ، وفرق بينه وبين أمراض الرئة.

مؤلفاته:
ولابن زهر من المؤلفات الطبية كتاب: "التيسير في المداواة والتدبير" وهو مرتب في بابين: الأول في الأمراض المختصة بكل عضو في الجسم، وفي حفظ الصحة. والثاني فيما يحدث في جسم الإنسان عموما من العلل والأمراض, وقد وصف فيه ما يلائمها من الدواء من الأشربة أو الأدهان أو المعالجين. ومع هذا الجزء ملحق صغير سماه: الجامع ويعد هذا الكتاب لابن زهر من أروع ما صنفه الأطباء العرب في علم الطب وبخاصة في أمراض العين وذلك في الرسالة الثامنة بأسلوب تعليمي عملي مدرسي .
ومن كتب ابن زهر الطبية الأخرى: "الاقتصاد في إصلاح الأنفس والأجساد".و "الزينة" وهو مفقود و: "الأغذية والأطعمة" ، وله "الجامع في الأشربة والمعجونان" و: "القانون"، وقد تناول فيه بعض الأمراض كالسدد والإسهال ، وعلل الجهاز الهضمي.
ابن سينا: شيخ الأطباء
اسمه الحسين بن عبد الله بن الحسن بن سينا أبو علي الملقب بالشيخ الرئيس , وهو عالم موسوعي في علوم الطب والرياضيات والطبيعيات والفلك والموسيقي والفلسفة والمنطق ، كما كان شاعرا. عاش ابن سينا في القرنين الرابع والخامس الهجريين وكان يتقن اللغتين العربية والفارسية كما كان أسلوبه من أجمل الأساليب العلمية الأدبية. ولد ابن سينا بقرية خلرمثين من ضواحي مدينة بخاري وتوفي عن عمر لم يزد عن ثمانية وخمسين عاما.
وحين بلغ العاشرة من عمره كان قد حفظ القرآن الكريم، ودرس الكثير من أدب العرب وتعلم ابن سينا وهو في صباه الحساب الهندي والفقه كما درس المنطق ورياضيات وإقليدس وفلك المجسطي وشرع في دراسة الطب. وحين بلغ السادسة عشر من عمره عالج سلطان بخاري نوح بن منصور الساماني من مرض عجز الأطباء قبله عن علاجه وحين بلغ الثامنة من عمره كان قد صار طبيبا ناجحا وذاعت شهرته كطبيب ماهر ولحسن حظ ابن سينا كانت لدي سلطان بخاري مكتبة ضخمة في قصره بها عشرات الآلاف من المجلدات فأقبل عليها ابن سيناء يقرؤها كتابا بعد كتاب. وخلال أقل من الأربعين سنة الأخيرة من عمر ابن سيناء كان ابن سينا قد ألف 276 كتابا ورسالة وقصيدة وبين قصائده كانت أراجيز طبية.
إنجازاته الطبية:
اعتمد ابن سيناء في الطب علي الملاحظة في وصفه للعضو المريض وصفا تشريحيا وفيزيولوجيا واستفاد من هذا الوصف التشريحي في تشخيص المرض، وهو رائد لأكتشافات طبية وعلمية كثيرة، فهو أول من قال بالعدوى وانتقال الأمراض المعدية عن طريق الماء والتراب وبخاصة عدوي السل الرئوي ، وابن سيناء هو أول من وصف التهاب السحايا وأظهر الفرق بين التهاب الحجاب الفاصل بين الرئتين والتهاب ذات الجنب، وهو أول من اكتشف الدودة المستديرة أو دودة الإنكلستوما قبل الطبيب الإيطالي روبنتى بأكثر من ثمانمائة سنة، وأول من اكتشف الفرق بين إصابة اليرقان الناتج من انحلال كريات الدم، وإصابة اليرقان الناتج من انسداد القنوات الصفراوية، وهو أول من وصف مرض الجمرة الخبيثة وسماها النار المقدسة، وأول من تحدث وبشكل دقيق عن السكتة الدماغية. أو ما يسمى بالموت الفجائي.
ومن بين إنجازات ابن سينا وإبداعاته العلمية اكتشافه لبعض العقاقير المنشطة لحركة القلب، واكتشافه لأنواع من المرقدات أو المخدرات التي يجب أن تعطي للمرضي قبل إجراء العمليات الجراحية لهم تخفيفا لما يعاونه من ألم أثناء الجراحات وبعدها، و وهو مكتشف الزرقة التي تعطي للمرضي تحت الجلد لدفع الدواء منها إلى أجسام المرضى، كذلك وصف ابن سينا الالتهابات والإضرابات الجلدية بشكل دقيق في كتابه الطبي الضخم "القانون" وفي هذا الكتاب وصف ابن سينا أمراض الجنسية واحسن بحثها. وكان أحد أوائل العلماء المسلمين الذين اهتموا بالعلاج النفسي ، وبرصد اثر هذا العلاج علي الآلام العصبية وألام مرض العشق خاصة وقد مارس ابن سينا ما اهتدى أليه من علاجات وطبقة علي كثير المرضى.

مؤلفاته:
ومؤلفاته في الطب والصيدلة هي "القانون" وقد كتبه خلال ارتحاله الطويل في ثلاثا مدن هي جر جان والرى وهمدان ويقع في خمسة أبواب هي: في كليات الطب والأدوية المفردة ، والأمراض والأمراض الجزئية الظاهرة والباطنة في أعضاء الإنسان والأمراض التي لا تختص بعضو بعينة والأدوية المركبة وقد نقل "جيرار الكريمونى" هذه الموسوعة الطبية التاريخية من العربية إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر الميلادي وانتشر كتاب القانون في أوروبا وظل يدرس بها في فرنسا في جامعتي مونبلييه ولوفان إلى سنة 1650م. وفي بلجيكا في جامعة بر وكسل إلى سنة 1909م.
وله "المجموع في الطب" و "المختصر في الطب" و "دستور في الطب" و "الدستور الطبي" و"أرجوزة في الطب" أو "الأرجوزة السينية" وقد ترجمت إلى اللغة اللاتينية. وله "أرجوزة في الوصايا الطبية" و:" مجموعة الأراجيز الطبية" و "أرجوزة في أسباب الحميات" و: "أرجوزة في التشريح" و "بعض مسائل في كتاب التشريح الصغير" : و: "الألفية في الطب" وتتألف من 1216 بيتا وقد شرحها ابن رشد وكثيرون غيره ، وترجمت إلى اللغة اللاتينية في القرن 15م، وفيها يفضل ابن سيناء الطب الوقائي علي الطب العلاجي، لحفظ الصحة.

وله "أرجوزة الخواص المجربة" و: "أرجوزة في المجربات في الطب" و"أرجوزة في تدبير الصحة في فصول السنة الأربعة": و: "دفع المضار الكلية عن الأبدان أو تدارك الخطا الواقع في التدبير" و: "التحفة العزيزة في الأغذية". و :"ومسائل معدودة في الطب" و:"الرسائل في الفصد". و: "رسالة في ألباه" و "رسالة قولنج من مجموع نوادر الطب" و "القولنج وأنواعه ومداواته" و: "الاستبصار في علاج أمراض الأبصار". "في حد العين وماهيتها". و: "في ذكر الأمراض الخفية عن الحس العارضة لرطوبات العين الثلاثة الجلدية والزجاجية والبيضة"، وهو في خمس مقالات، وله "في الأشياف والحبوب والسفوفات والمطبوخان" وهو في مقالة واحدة و: "أرجوزة في معرفة التنفس والنبض" و"أرجوزة في النبض". و"رسالة في طبائع الأغذية". و:"مقالة في الهند باء" و: "رسالة في السكنجين ومضاره".و "فوائد الزنجبيل".و "مختصر أقرباذين ابن سينا" و: "الأدوية القلبية" ويبحث فيه ابن سيناء عن سيكولوجية الإنسان ويربط بين عمل القلب والوضع النفسي للإنسان وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللغة اللاتينية. ولابن سينا كتاب ترجمة لجالينوس بعنوان: "خصب البدن" .
ابن مأسوية: رائد طب العيون
يحيى بن مأسوية أبو ذكريا البغدادي عالم بالطب وبالنبات وبالأدوية وناقل ومترجم للكتب من اليونانية إلى العربية ولد ابن مأسوية بمدينة جنديسابور وتوفي بمدينة بغداد في خلافة المتوكل علي الله العباسي وكان اسمه يوحنا وهو مسيحي وسرياني المذهب ثم اسلم وتسمي باسم : يحيى وقد اسند أليه الخلية هارون الرشيد ترجمة الكتب القديمة التي كانت تجلب من مدينة عمورية وسائر بلاد الروم عندما يجتاحها المسلمون في غزوات الصيف كما قلدة الرشيد منصب آمين الترجمة بمكتبة بيت الحكمة وقد خدم ابن مأسوية خمسة من الخلفاء العباسيين هم : الرشيد والأمين والمأمون والمعتصم والمتوكل وصار ابن مأسوية رئيسا لبيت الحكمة في عهد الخليفة المأمون عام 215هـ / 830 م . وقد عاش ابن مأسوية عمره كله في مدينة بغداد وكان له بها مجلس علم وأنس وأدب وكان محبا للدعاية والمرح.
إنجازاته الطبية:
سس ابن مأسوية أو كلية الطب في بغداد وبعد ابن مأسوية أول من تعرف كطبيب عيون علي مرض السبل القرني. وأدرك طبيعته الالتهابية ، ووصف صورته السريرية وهو أقدم وصف طبي لها.
مؤلفاته:
ولابن مأسوية مؤلفاته في الطب هي : كتاب "معرفة محنة الكحالين" وهو كتاب عربي بأسلوب السؤال والجواب وقد اختصر فيه ابن مأسوية كل أمراض العيون ألفه ليكون مساعدا لطلبة الطب أثناء تقدمهم لنيل لقب طبيب عيون.
وله :"دغل العين" ويعد هذا الكتاب اقدم كتاب تعليمي في طب العيون عرفه العالم. وله "نوادر الطب" وقد كتبه ابن ما سويه إلى الطبيب جنيين بن إسحاق وكان انقطع عن مجلسه وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللغتين العبرية واللاتينية. وله في الطب العام "مختصر في معرفة أجناس الطب وذكر معدنه" و"المنجي في التداوي من صنوف الأمراض والشكاوي" و "في تركيب وسقي الأدوية المسهلة بحسب الأزمنة وبحسب الأمزجة وكيف ينبغي إن تسقي ولمن؟ ومتي؟" و"كيف يمنع الإسهال إذا أفرط". و"تركيب الأدوية المسهلة وإصلاحها وخاصة كل دواء منها ومنفعته. وله "علاج النساء اللواتي لا يحملن حتى يحبلن" و"تركيب خلق الإنسان وأجزائه وعدد أعضائه ومفاصله وعروقه". و "تدبير الأصحاء" وهو في الطب الوقائي، و "الماليخوليا واسبابها وعلاماتها وعلاجها".
ولابن ما سويه كتب طبية أخرى في دفع مضار الأغذية . وفي الأشر به وفي الفصد والحجامة ، وفي الجذام . وفي دخول الحمامات ومنافعها ومضارها . وفي السموم وعلاجها وفي الجنين؟ وفي المعدة والقولون والتشريح وفي الصداع وعلله وأوجاعه وجميع أدويته وفي السدد والعلل المولدة لكل نوع وجميع علاجاته.

ابن وافد: رائد الأدوية المفردة

عبد الرحمن بن عبد الكريم بن يحيى بن وافد مهند أبو المطرف اللخمى عالم طب وصيدلة ونبات وكل ماهرا في علوم الفلاحة وكان من أشراف مدينة طليطلة ووزرائها وقد اشتهر في أوروبا باسمه في نطقة العربي ولد بطليطلة واستوطن قرطبة، وأخذ الطب عن أبى القاسم الزهراوي.
إنجازاته الطبية:
كان ابن وافد يرى ما يراه أطباء العصر الحديث ولا يرى ما لا يرونه، فهو لا يرى التداوي بالأدوية ما أمكن التداوي بالأغذية أو بما هو قريب منها فأذا دعت الضرورة للأدوية فمن الأفضل التداوي بمفردها لا بمركبها فإن اضطر إلى المركب منها كان علي الطبيب إلا يكثر من التركيب أي أن الغذاء قبل الدواء ولهذا السبب عرف ابن وافد في أوروبا في العصور الوسطي بالفيلسوف ابن وافد وقد عاني في جميع الأدوية وترتيبها نحوا من عشرين سنة لتصحيح أسمائها وتحديد صفاتها وخصائصها وتفضيل قواها ودرجاتها. ووضع أهم كتاب في العصور الوسطي عن الأدوية المفردة.
مؤلفاته:
ومن مؤلفاته "الأدوية المفردة" وهو كتاب جليل لا تطيير له فقد جمع فيه ابن وافد ما تضمنه كتاب وديسقوريدس وكتاب وجالينوس في الأدوية المفردة ورتبه أحسن ترتيب وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللغة اللاتينية باسم : "كتاب في العقاقير البسيطة" كما ترجم إلى العبرية والكاتالونية.
وله أيضا: "منظومة في الطب" وتتألف من 5000 بيت وهي مرتبة في ست مقالات المقالات الأربعة الأولى منها في الإمراض من الرأس إلى القدم وقد خصص المقالة الثانية لامراض العين وهي في اربعمائة بيت والمقالة الخامسة أفردها للحميات وأفرد المقالة السادسة للقوابى.وله كتاب "الوساد في الطب" وهو عن الأمراض ومعالجتها من الرأس إلى القدم والدهونات للقوابي. والعلاجات وقطورات العين وله "تدقيق النظر في علاج حاسة البصر" وقد اعتمد عليه أطباء كثيرون مثل خليفة ابن أبى المحاسن الحلبي واختصره محمد علي البالسى.
1 تعليق
  1. abu athif Says:

    this articles are more useful and needed to research scholars. I express my thanks lot to write these article


إرسال تعليق

  • حكمة اليوم

  • مدونتي :عود على بدء

    أيماناً بأهمية أن يكـون لدى الفـرد ثقافة موسوعية، وأن يكـون لديـه -على الأقل- أدراك معرفي مبدئـي لمجالات متنوعة، بالإضافة الى أننا نـعيـش فـي عصــر تعــتبر التبادل الآنـي للمعلـومـات والمـعرفة أبـرز سماته بلا جدال.

    وفقاً للمعطيات السابقة، نقدم من خــلال هـــذه المــدونـة محــاولـة بســيطة لإثــراء القــاريء العربــي معرفياً، عن طريق تـقديم مقــالات فـي أربــع مجــالات مـهمـة هــي العلم و الطب والسـياسـة والأدب






    المتابعون

تعريب وتطوير حسن